ما وراء الحقيقة ــ الجزء الخامس

ما وراء الحقيقة

3/25/20241 min read

بقي معها أمين بضع دقائق، ثم أخبرها أن عليها المغادرة الآن، وسيعود بعدما تستعيد عافيتها، ليأخذها للمنزل، ذهب لمخفر الشرطة، وطلب من زملائه إحضار شريط كاميرة المراقبة، التي كانت بالمستشفى، ثم نتائج بصمات الغرفة التي إنتحرت بها مريم، إظافةََ إلى السكين الذي إستعملته للإنتحار، ثم تقرير الطبيب عن الحادثة، بعدها، رأوا جميعا الشريط، لم يدخل إلى غرفة مريم، سوى، الطبيب و الممرض، ونفس الشيء أكده تقرير البصمات، ليس هناك إلا أثر بصمات شخصين فقط، كذلك البصمات التي على السكين، لقد كانت بصمات مريم فقط هي التي عليه، وبناءََ على كل هذه المعطيات، إظافةََ إلى المعطيات الي كانت تأكد بأن مريم كذبت في أقوالها، و أن هناك أدلة تدينها لإستعمالها القفازات من أجل السرقة، و شهادة مديرتها ، والتحقق من المتجر الذي إشتري منه الفستان، كان كل هذا، يتجه في أنها من قامت بالسرقة، وأنها لم تتحمل أن تدخل السجن، ففضلت الإنتحار، هذا ما كان بتقرير قضية مريم، وستغلق بإنتحارها للأسباب التي ذكرت، بعدها، غادر أمين المخفر متوجها للمستشفى، إطمأن على صحة أم مريم، ثم أخذها لمنزلها، وبعدما وصلا للمنزل، دخلا، ثم ساعد أم مريم حتى إستلقت على السرير، قبل رأسها ثم ذهب خارجا، حينها، نادت عليه أم مريم : إنتظر يا ولدي، وقف أمين، ثم إلتفت إليها قائلا : نعم يا أمي، قالت له : هل لديك بعض الوقت، أحب أن أتحدث معك قليلا قبل أن أنام، أجابها طبعا يا أمي، حينها، أحضر كرسيا صغيرا مصنوع من بعض الألواح الغير متراصة، وضعه جانب الفراش، قرب رأسها، ثم جلس فقال : نعم يا أمي، أنا هنا، تحدثي، حينها، فجائته بقولها : ماذا تشتغل يا بني؟ فوجئ أمين بالسؤال، إرتبك وقبل أن يجيب، تابعت أم مريم قولها : أرجو ألا تكذب على والدتك يا بني، فرد عليها وعينيه تنظران نحو الأرض، إني مفتش شرطة، وتابع كلامه، كنت سأتحدث معك في هذا الموضوع، وأخبرك كل شيء، لكني فضلت أن تسترجعي عافيتك وقوتك أولا، وبعدها، حينما أجد الوقت المناسب، كنت سأخبرك بكل شيء، وضعت يدها على وجهه ورفعته حتى ينظر في عينيها وقالت، كنت أعلم أنك لا تشتغل مع إبنتي، لم أكن أعلم أنك شرطي، لكن حدسي لا يخيب أبدا، وحدسي يخبرني بأن هناك شيء آخر لم تخبرني به، ثم تابعت كلامها، لا تقلق يا بني، أخبرني بكل شيء، حينها، قص عليها القصة كلها، وتأسف بأنه كان سبب كشف أنها السارقة، و أن الذنب ليس ذنبها، بل ذنب من إستغلها وإستغل ضروفها المادية حتى وصل الأمر لما وصل إليه، وأخبرها بأنه سيتابع التحقيق حتى لو قام بذلك لوحده، ليصل لمن خطط ودبر، و كان سببا في إنتحار مريم، كان يروي القصة و عينيه تنظر للأرض، لم يكن يجرأ أن ينظر في عينيها، لكن، بعدما إنتهى من كلامه، إنتظر تعقيبا أو أي شيء من أم مريم، لكنه لم يسمع منها ولا كلمة، حينها، نظر إليها، فوجد الدموع تسيل من عينيها، وهي صامتة، ثم نظرت إليه وقالت : قبل أن تقص علي ما حدث إعتبرتك إبني، و بعد ما أخبرتني به الآن، صمتت قيلا ، ثم نظرت إليه وقالت : مازلت إبني، وكما قلت لك في المستشفى، ستكون قوتي التي ستساعدني لتخطي حزني ، ثم تابعت كلامها، هل تريد لأمك أن تكون حزينة؟ نظر إليها والدموع تغمر عينيه، ووضع يده فوق يديها ثم قال : بالطبع

لا يا أمي، فقالت : إعلم إذن، أن حزني الآن، أشد من ذي قبل، لأني أعرف كيف هي مريم، كيف تفكر، ماذا تاكل، أعلم إن كانت سعيدة، وإن كانت حزينة، أعلم عندما تكذب لتخفف عني، أعلم بكل ماستقوم به قبل قيامها به، وأعلم بأن إبنتي لم تسرق، ولم تنتحر، ثم أمسكت يده بشدة وقالت : هل ستصدق أمك إن أقسمت لك بأنها لم تقم بأي منهم، صمت قليلا، لم يعرف بماذا يجيب، وبعد لحضات، أجابها : سأصدقك يا أمي، و سأثبت ما قلته الآن، ولو كلفني ذلك حياتي، أجابته : لا يا بني، فلم يبقى لي سواك الآن، إن كان إثبات ذلك سيؤذيك، فأترك الأمر، لصاحب الأمر، فهناك إلآه يرى، و إعلم، أن الله يمهل، ولا يهمل، ثم قالت : أخبرتني بأن الشرطة كانت تريد تشريح جثة إبنتي، لكنكم لم تقوموا بذلك، فأخبرها بأن طبيب التشريح المكلف بالقضية صديق له، و قد أخذ منه كل المعلومات التي يحتاجها في التحقيق دون حاجة لتشريح، فقد حلل الدم، و كل السوائل المجودة بالجسم، و تحقق من أي عنف أو أي إصابة على الجسد، وبذلك أخبره الطبيب أنه لا يوجد سبب لتشريح الجثة، وقدم له تقريرا بذلك، كما أنه أخبر زملائه في العمل، أنك ترفظين تشريح جثة إبنتك، حتى يتسنى لنا دفنها ويمكنك رأيتها يا أمي، بكيت، ثم عانقته وهي تقول، ذهبت مريم وتركتني، ذهبت يا أمين، حينها قال : نعم، ذهبت يا أمي، لكن حقها لن يضيع ، وأنا هنا، معك، و أحتاجك يا أمي ، فتقوي بالله، حتى يخفف عنك، ويساعدنا في إظهار الحقيقة. فهل الحقيقة هي برائة مريم؟ أم سيتبين العكس؟ لنتابع ونرى ماذا سيحدث في الجزء السادس بإذن الله