نصف ساحرـــ الجزء الحادي عشر

نظروا جميعا نحو حسناء و مراد، ثم إلتفتوا نحو أبويه ينتظرون الجواب، فرأو أم مراد تحتظن حسناء، و مراد يبتسم، حينها قال أبو مراد : الحقيقة هي أنها الآن، مثل إبنتنا، لأننا بعد أن نقتل الملك الشرير، سنعلن عن خطوبتهما،فوجئوا مرة أخرى، ماذا؟ خطوبة، قالت حنان : كنت أشعر بأن شيئا ما سيحدث بينكما، ثم إبتسمت فاطمة وقالت : مبروك، أنا أيضاً كنت أشعر بأن مراد معجب بك يا حسناء، وقد إتضح ذلك جليا، في كل مرة تتعرضين فيها للخطر، إحمرت وجنتي حسناء خجلا، حينها قال : خالد : كلنا كنا نشعر بذلك، لكن صراحة، لم أعتقد أن الأمور ستتطور بهذه السرعة، لتصل للخطوبة قبل حتى الخروج من هنا، ردت أم مراد : لا، ستكون الخطوبة بعالم البشر، بعد أن نطلب يدها من والديها إن شاء الله، فجأة قال رشيد : هذا جميل، لكن، إنتظروا ، إني لحد الساعة، لا أستوعب كيف أن حسناء أصبحت نصف ساحرة ؟ هل عندما تتزوج إمرأة من بني البشر، بساحر، تصبح نصف ساحرة؟ هل أم مراد أيضاً نصف ساحرة؟ أجابته أم مراد : لا، أنا إمرأة بشرية، ولا أملك أي قوى سحرية، عكس حسناء، فهي الآن كما قالت، نصف ساحرة، وتملك قوى سحرية كمراد تماما، تعجب الكل، كيف ذلك؟ قال مراد ، سأجيبكم حتى تتضح لكم الصورة، الحقيقة هي أن حسناء، أول مخلوقة تكون نصف ساحرة، دون أن يكون إحدى أبويها من السحرة، سأشرح لكم كيف حدث ذلك، عندما أحضرت حسناء من البحر وهي مغطات بالجروح، إستعملت أنا وأبي قوانا السحرية لمعالجتها، لكنها تعرضت لإصابات خطيرة، كما سبق وحكيت لكم، فلم تكن تعاويذنا السحرية تجدي نفعا معها، وكنت أرى حسناء وهي تموت أمامي، و كل من والدي يحاولون مواساتي لأنهم علموا أنه لا يوجد حل لإنقاذها، أنذاك وبدون أي تفكير، ولأول مرة في تاريخ السحرة، يستطيع ساحر أن يخرج نواته السحرية من جسده، كل ساحر، لديه نواة سحرية توجد بالقلب، وهي التي تعطينا القوى السحرية، لذلك، عند إصابة القلب من طرف ساحر، فإن النواة السحرية تتحطم، فيموت الساحر، كما قلت لم يستطع أي من السحرة، أن يخرج نواته السحرية من جسده، بإستثنائي أنا، في الحقيقة، أني بدوري لا أعلم كيف فعلت ذلك، لأن جسمي تصرف تلقائيا، أنذاك، قسمت نواتي لشطرين، شطر أعادته لقلبي،وشطر وضعته بقلب حسناء، وبهاته الطريقة، أصبحت حسناء نصف ساحرة أيضاً، وتمكنت من النجاة ومعالجة كل جروحها، حينها قالت حسناء : لهذا السبب، أخبرتكم أني سأذهب معهم، أما أنتم، فيمكنم الإنتظار هنا، حتى نعود، قال خالد : لكن، هل تدربت أيضاً على التعاويذ السحرية؟ أجابته : بعضها فقط، لكني أظنني سأقوم بما يلزمني، ذهب كل من مراد وأبوه وحسناء متجهين نحو القصر، وعندما إقتربوا، تمسك كل منهم بالأخر، فألقى مراد تعويذة أدخلتهم للقصر مباشرة، دون مواجهة الحراس، فوجئ الملك الشرير بوجودهم أمامه، وخاصة مراد، قال الملك : كيف؟ كيف ذلك؟ ألم أقتلك برمحي الذي خرق صدرك، لقد إخترق قلبك ونواتك السحرية ، إذن، كيف أراك الآن أمامي؟ هل لك قلبان أم ماذا؟ إتجه مراد نحو الملك، بينما إتجه أبوه يمينا، وحسناء يسار، بدأ أبو مراد يحرك يديه ليلقي تعويذة على الملك وفي الوقت نفسه قامت حسناء بنفس الشيء، إلا أن الملك ألقى بسحره ، وكان الأسرع،إرتطم أبو مراد بالحائط، وسقط و الدم يخرج من فمه، أما حسناء فقد سقطت مغمى عليها، أنذاك، بدأ مراد في تكوين كرة نارية ضخمة ، تحرق كل شيء بالقصر، بإستثناء أبيه وحسناء، اللذان عزلهما عن حرارتها، في تلك اللحظة كان الملك يصنع كرة نارية أيضاً، مشابهة لما قام به مراد، ثم أرسل كل منهم كرة النار نحو الآخر، فإلتقتا الكرتان معا، بدأت كل واحدة تضغط على الأخرى، لكن بعد ثوان فقط، بدأت كرة النار التي صنعها الملك تزداد حجما، و بدأت تتجه نحو مراد، حاول أبو مراد أن يساعده، لكن قواه السحرية كانت ضعيفة بسبب الإصابة التي تلقاها من الملك، وفي الوقت نفسه، كان الملك يوجه رمحين نحو مراد، رمح يتجه من الأمام نحو القلب، ورمح يتجه من الخلف، لكنه كان موجها نحو اليمين، وهكذا حتى إن كان لمراد قلبان، واحد على اليمين، و الثاني على اليسار، فسيخترقهما الرمحان معا، لم يرى مراد الرمح الذي كان قادما من الخلف، فكان يحاول جاهد أن يدفع بكرة النار بعيدا عنه، وفي نفس الوقت، إيقاف الرمح المتوجه إليه من الأمام، ورغم أنه لم تعد له قوى سحرية كبيرة جدا، تضاهي قوة الملك، لأن نصف قوته وهبه لحسناء،إلا أنه كان يقاوم وبشراسة، لكن، في اللحظة التي إقترب الرمح من إختراق قلبه من الخلف، وهو لا يدري بذلك، إستيقضت حسناء، ولما رأت الرمح على وشك إختراق قلبه وهو يصارع من أجل إبعاد كرة النار، صرخت بكل قوتها، لا، في هاته الأثناء، توقف كل شيء، توقف الرمح في مكانه، في البداية، لم تستوعب حسناء ماحصل، لكن بعض لحظات علمت بأن صراخها أوقف الزمن، وأصبحت هي الوحيدة التي يمكنها التحرك و التنقل كيفما تشاء، بينما كل من في القصر، جامدون دون حراك، فتوجهت نحو الرمح الموجه لمراد من الخلف و أمسكته بيدها، ثم إتجهت به نحو الملك ووضعته نحو القلب، ثم إتجهت مرة أخرى لتأخذ الرمح الثاني ووضعته على يمين الملك، تحسبا لأن يكون قلبه بجهة اليمين أيضاً، ثم عادت لمكانها، منتظرة أن تعود الحركة لكل من بالقصر، لكن، لا شيء تغير، الكل جامد مكانه، بدأت تفكر وتفكر، ماذا أفعل، هل يجب أن أقوم بتعويذة ما؟ لكني لا أعلم ما هي، ماذا سأفعل؟ وفي لحظة فقدان أعصابها لعدم معرفة ما ستقوم به، صرخة مرة أخرى، أنذاك، دخل الرمحان جسم الملك الشرير، وسقط أرضا، لم يدرك كل من مراد ولا الملك ولا حتى أبو مراد، ماذا حدث في تلك اللحظة، لكن مراد إستغل تلك الفرصة التي أصبح فيها الملك ضعيفا جدا بعد أن أصابه الرمح في قلبه، فوجه كرة النار نحوه، وإحترق الملك بها وإختفى، نظر مراد لحسناء، فوجدها تبتسم، حينها علم بأنها قامت بشيء ما، و هو ما أنقذهم، قام مراد بإستعمال بعض السحر لمعالجة والده ثم خرجوا جميعا من القصر و حسناء تروي لهم ماحدث، إتجهوا نحو المنزل فرحين، وعند وصولهم، قام مراد بفتح طريق نحو عالم البشر، وأخذهم جميعا هناك، ليعيشوا جميعا في سعادة وهناء، وهكذا، وبعد بضعة شهور، تمت خطبة مراد لحسناء، و حضروا جميعا، ومنذ ذلك الوقت وهم أصدقاء، يلتقون دائما مع بعضهم .البعض، كانت هذه قصة تعرافهم على بعض

فماذا سيحدث بعدما تتزوج حسناء من مراد؟

ماذا سيحدث لأول زواج بين نصف ساحر ونصف ساحرة؟

ترقبوا ذلك بالسلسلة الثانية إن شاء الله