ما وراء الحقيقة ــ الجزء الثالث
ما وراء الحقيقة
3/25/20241 min read


ذهبا معا متوجهين لمخفر الشرطة من أجل إكمال التحقيق ، بعد وصولهم، أخبر رفقائه بما حدث، و بالأجوبة التي كانت تثير الريبة، فأصبحت الشكوك متجهة إليها، بعدما كانت متجهة للخدم، قرروا أن يستمروا في مراقبة الخدم، وفي نفس الوقت، التحقيق مع مريم، كانت مريم، تتلقى نفس الأسئلة من مفتشين مختلفين، وكان هدف ذلك، هو إرباك مريم، حتى يتأكدوا على أنها تقول الحقيقة، فكان نفس سؤال يطرح عليها مرارا وتكرارا بطرق مختلفة، لكن، كانت دائما تعطيهم نفس الجواب، و بعدما إقتنعوا أن ليس لها دخل في السرقة، حصلت المفاجئة، بعدما ذهب المفتش أمين لزيارة سيدة الأعمال، ليتأكد من صحة الأقوال التي أدلت بها مريم، فأخبرته السيدة، بأنه فعلا لولا مريم، لفقدت الشركة أموالا طائلة، ولحسن الحظ أن مريم إكتشفت الخطأ الذي كان سيؤدي بخسارة كبيرة، ولذلك، أخذتها معها للحفلة، كعربون محبة وشكر لما فعلته، وتشجيعا لها لتقدم دائما أفضل ما لديها في العمل، وأنها فعلا إشترت لها الفستان مع مرفقاته، فسألها عن المرفقات، أجابته السيدة : كان مع الفستان، حذاء، و جوارب، و رابطة للشعر، طرح عليها نفس السؤال مرات عدة، وكانت تجيبه نفس الجواب، حينها قال : وماذا عن القفازات؟ أجابته السيدة : لا، لم تكن ضمن المجموعة، وقد فوجئت بها وهي ترتديهم، في الحقيقة، كانوا يشكلون إمتداد للفستان، كانوا نفس اللون و شكلهم منسجم مع الفستان، وقد أعجبت بفكرتها وقلت : لولا وضعيتها المادية التي كانت تعيشها، لكانت إمرأة جذابة وراقية في شكلها و إختيار ملابسها، لقد أثارت إعجابي، رد المفتش أمين : هل أنت متأكدة من ذلك؟ هل أنت متأكدة من أن القفازات لم تكن ضمن المجموعة التي إشتريت لها، فأكدت السيدة كلامها، وأصرت عليه، وقالت أنها عندما عبرت بإعجابها لإختيار مريم القفازات المناسبة للفستان، تبسمت مريم وأخبرتها أنها من المعجبات بالموضة، و أنها تتابع جميع مجلات الموضة، أنذاك، أصبحت نسبة الشك في أن السارق هو مريم هي 98 بالمئة، فتوجه مباشرة نحو مخفر الشرطة، وطلب من السيدة أن تحضر في الحال، لتدلي بشهادتها هاته في محضر رسمي، لكن، عندما واجه أمين مريم بما قالته مديرتها، إرتبكت، وقالت : هذا غير صحيح، لماذا قالت هذا الكلام؟ هل تريد توريطي في شيء لم أقم به؟ ما هي غايتها؟ لماذا تقوم بذلك؟ رد عليها أمين، هذا هو السؤال، ما الفائدة التي ستجنيها بتوريطك بشيء لم تقومي به؟ خصوصا وقد أنقذت شركتها من خسارة أموال طائلة، ويمكنها أن تستفيد منك لتجنب خسائر أخرى مستقبلا، إذن فلماذا ستحاول توريطك؟ هذا يبدو شيءََ غير منطقيا، أليس كذاك؟ مما يدل على أن أقوالها صحيحة 100 بالمئة، ولأثبت لك أنه ليس أمامك إلا أن تعترفي، وتخبريننا كيف قمت بالسرقة؟ فقد سبق وتحققت من صدق كلام السيدة، أي أني تأكدت من أنك لم تقولي إلا الكذب، ولا شيء غير الكذب، أخبريني ألآن عن مكان العقد؟ كيف علمت به؟ من ساعدك؟ إن أخبرتني، فسأساعدك، أعلم أنك تعيشين ظروفا مادية صعبة ، وأنك تحتاجين إلى المال، و أن هناك من إستغل حاجتك من أجل سرقة العقد، لكن، إن إعترفتي ، وساعدتنا في القبض عليه، فسنساعدك، فأنت ضحية ذلك المجرم، وسنعتبرك شاهدة ملك، فهو من خطط ودبر لكل شيء، وهكذا، لن تتعرضي لأي مسائلة قانونية، لكن مريم بقيت مصرةََ على أنها لم تقم بأي سرقة، وليس هناك أي شخص حرضها أو ساعدها في ذلك، وقالت أن كلامها مقابل إدعاءات السيدة المديرة، أنذاك بدأ المفتشون يتناقشون فيما بينهم، ويقولون بأن المحكمة هي من ستقرر الآن، لكن في غالب الظن، سيكون قول السيدة ضد أقوال مريم، وبما أنه ليس هناك دليل لإثبات قول أي منهم، فيمكن للمحكمة أن تبرأ مريم، حينها دخل أمين وقال لمريم : هذه آخر فرصة أمنحك إياها، لا أريد لوالدتك أن تتأذى بعد أن تدخلي السجن، قد تتعرض لأزمة قلبية على إثر سماعها لهذه الأخبار، لكن مريم بقيت تأكد على أنها ليست السارقة، وليس لديها أي معلومات عن السرقة، وأن كل ما أخبرتهم به هو الحقيقة لا غير، أنذاك ضرب أمين بيده على المكتب صارخا، لماذا لا تفهمين؟ إني أريد مساعدتك وإخراجك من هذه الورطة، دون أن تتلقي أي عقاب، وبإستمرارك في الإنكار وعدم المساعدة، لن أستطيع فعل أي شيء لك، بدأت مريم تبكي وتقول : لماذا لا تصدقني، لست الفاعلة، ولا أعلم أي شيء، دخل باقي المفتشين وقالوا :حسنا يا أمين، المحكمة هي من ستقرر إن كانت مذنبة أم لا، نظر أمين في عينيها المليئتان بالدموع وقال بحزن شديد : هي الفاعلة، هي التي سرقت العقد، فقال أحد المفتشين، المحكمة هي من تعطي الحكم وليس نحن، قولها مقابل قول السيدة، فرد عليه أمين : قول السيدة مرفق بإثبات، أما قولها فمجرد قول لا سند له، نظروا جميعا لأمين وقالوا : ماذا؟ مالذي تقصده يا أمين؟ فرد عليهم وهو ينظر في عيني مريم، قبل خروجي من الشركة، سألت السيدة عن المكان الذي إشترت منه الفستان، فإتصلت بمكتب الحسابات، وأخبرتهم بأن يحضروا لها فاتورة شراء الفستان، لأنه كان دعما وتشجيعا لموظف بالشركة، وبالتالي، سيحتفظون بالفاتورة من أجل تقديمها في حساباتهم، ولما أحضروا الفاتورة، أخذت صورة منها، ثم توجهت لمحل الذي إشترت منه السيدة الفستان، وطلبت منهم نفس الطلب بعد أن رأوا صورة الفاتورة، فأحضروا لي نفس المجموعة، ولم يكن بها قفازات، و قد أخذت إفادتهم حول هذا الموضوع، وهي تأكد أنه لم تكن قفازات بالمجموعة التي أهدت السيدة لمريم، وبهذا فقد تأكد صحة قول السيدة، وأثبت أن أقوال مريم مجرد كذب، مما يؤكد على أنها فعلا السارقة، بدأت مريم تبكي وتقول، حسبي الله ونعم الوكيل، ليس لي سواك، فأنت علام الغيوب، ثم أغمي عليها، مالذي سيحدث الآن؟ هل حقا مريم هي السارقة، ستعرفون الجواب في الجزء القادم إن شاء الله.