ما وراء الحقيقة ــ الجزء الثاني
ما وراء الحقيقة
3/25/20241 min read


تبسمت أم مريم وشكرته، ثم غادر، بعد مرور بضع ساعات، كان أمين بمكتبه يفكر فيما إذا كان ما فكر به، سيقوده فعلا للسارق أم لا، حينها رن هاتفه، أجاب، أهلا، من المتصل؟ قالت : أنا مريم، هل يمكنني أن أعرف من أنت؟ لقد أخبرتني أمي بكل ما قمت به من أجلي، و أشكرك على كل شيء، لكني أود فعلا معرفة الشخص الذي لا أعرفه و رغم ذلك ساعدني، بأي قطاع تشتغل في الشركة؟ أجابها، إن تحسنت قليلا، وأردت شكري، فيمكننا أن نأخذ كأس قهوة معا، وسأجيبك عن كل أسئلتك، قالت مريم لا بأس، رغم أني في العادة لا أخرج مع شخص لا أعرفه، لكني سألتقي بك في المقهى المجاورة للشركة، رد عليها حسنا، إذن نلتقي بعد نصف ساعة، إن كان هذا الوقت مناسبا لك بالطبع، أجابته : حسنا بعد نصف ساعة، وفعلا إلتقى بها أمين في المقهى، جلسا معا، و أعربت مريم عن شكرها لكل ما قام به من أجلها، ثم تابعت كلامها، إعذرني، لقد إشتغلت بالشركة لمدة أيام فقط، فكيف تعرفني؟ وكيف عرفت بأني مريضة؟ أجابها أمين : الحقيقة أني بعيد كل البعد عن الشركة، ولا أشتغل بالشركة، حينها قالت مريم : ماذا؟ إذن ، من أنت؟ وكيف علمت بمرضي؟ ولماذا زرتني بالمنزل؟ أجابها أمين : في الحقيقة، أنا مفتش شرطة، وقد ذهبت للشركة من أجل طرح بعض الأسئلة عن قضية السرقة التي وقعت بمنزل قاسم، وهناك، علمت بأنك غادرت باكرا بسبب وعكة صحية، فقررت زيارتك بمنزلك و أخذ بعض المعلومات منك هناك، لكن عندما رأيت والدتك، ومدى خوفها عليك وأنت مريضة،لم أستطع أن أخبرها أني من الشرطة، علمت بأن ذلك سيخيفها ويأزم نفسيتها أكثر، لدى إدعيت أني أشتغل معك، وطلبت منك أن نلتقي خارج البيت لنفس السبب، شكرته مريم على أخلاقه النبيلة، و قالت : يمكنك الآن أن تسأل ما تريد، حينها قال : يبدو أنك إشتغلت حديثا بالشركة؟ أجابته نعم، منذ 14 يوم فقط، تابع أمين : وما علاقتك بمديرتك؟ أجابته : إني أشتغل في قطاع الحسابات، وقد إكتشفت خطأً بعد إشتغالي ب 10 أيام بالشركة، وكان هذا الخطأ سيكلف الشركة خسارة أموال طائلة، لكني تداركت الأمر، ونبهت مديرة الشركة له، وهكذا تجنبت الشركة خسارة تلك الأموال، فشكرتني، وأصبحت جد مقربة لها، وأمرت بمكافئة لي سأخذها مع راتبي الشهري، ولهذا السبب أخذتني معها لحفلة السيد قاسم، كعربون محبة وتقدير منها لما قمت به، قال لها أمين حسنا، هل ذهبت قرب الغرفة التي كان بها العقد؟ أجابته : لقد ذهبت للمرحاض، وعند ذهابي، رأيت باب الغرفة مفتوحا، لكني لم أدخل للغرفة، فسألها أمين : هل رأيت العقد الذي كان بالصندوق الزجاجي؟ أجابته : لا، لم أرى أي عقد،ولم أرى أي صندوق، لم يكن على الحائط المقابل للباب، فسألها : على أي حائط كان إذن؟ أجابته : لا أعلم، فكما سبق و قلت، لم أدخل الغرفة، تابع أمين أسئلته :لماذا كنت ترتدين أنذاك قفازات؟ رغم أن الجو لم يكن جد بارد؟ أجابته : بأن المديرة هي من أهدتها فستان الحفلة، وهي من أعطتها القفازات، تكملة للإمتداد الفستان، حتى يضهر بحلة أجمل، كان اللباس كله مع بعض،. الفستان، الجوارب ، القفازات، الحذاء، و حتى رابطة الشعر، المجموعة كلها مع بعض، حينها أخبرها بأنه قد يتم إستدعائها، وأخذ أقوالها في هذا الموضوع، لكن عليها حقا أن تتعاون مع الشرطة بإدلائها لأي معلومة قد تساعد على إيجاد السارق، و إلا قد تتوجه الأنظار نحوها، خاصة أنها الشخص الوحيد الذي كان يرتدي القفازات، و قد تستعمل ضدك، كدليل على محاولة إخفاء بصماتك أثناء قيامك بالسرقة، خافت مريم بعدما سمعت ذلك، وبدأت ترتجف وتقول، لم أسرق، والله لم أسرق، لم يسبق لي وسرقت حتى بيضة، فكيف سأسرق عقدا يساوي ملايين الدولارات؟ حينها، نظر إليها وقال : كيف علمت بأن العقد يساوي ملايين الدولارات، إرتبكت مريم قليلا، ثم قالت : أصدقائك من أخبروني بذلك، عندما إستدعيتموني أول مرة، ثم قالت : بالإضافة لذلك، حتى لو أردت أن أستعمل القفازات كما قلت من أجل إخفاء بصماتي، فكيف يمكنني أن أعرف الرقم السري الذي على الصندوق؟ حينها قال : وهل أخبروك أصدقائي عن الرقم السري أيضاً؟ أجابت وهي مرتبكة : لا، لكن، لكن ، من الطبيعي أن تكون خزنة بها رقم سري، لا يمكن لشيء ثمين مثله، أن يوضع بمكان ما دون حماية؟حينها قال أمين : أعتقد أنك سترافقينني الآن إلى مخفر الشرطة، وهناك سنكمل حديثنا، ردت مريم : ماذا؟ المخفر؟ لماذا؟ لقد أخبرتك بكل ما أعرفه؟ صدقني، لست السارقة، قال: أنا لم أقل بعد أنك السارقة، لكن علينا إكمال الإجراءات الآن بطريقة رسمية، ثم ذهبا معا متوجهين لمخفر الشرطة من أجل إكمال التحقيق مع مريم، فمالذي جعل أمين يفكر في أخذها للمخفر بعدما كان يريد التحقيق بشكل ودي في المقهى؟هل تأكدت شكوكه نحوها؟ سنعرف الجواب في الجزء القادم إن شاء الله.