نصف ساحرـــ الجزء السابع
نصف ساحر
3/24/20241 min read


إقترب الملك من مراد، و تحسس قواه السحرية، لكنه لم يعد يشعر بها، أخبر الحراس أنه مات، و أخبرهم بأن يرموه في البحر، فقال أحد الحراس : لماذا لا تأكل لحمه يا سيدي؟ أليس من البشر؟ أجابه الملك قائلا : لو كان من البشر، لكنتم أمواتا الآن، كيف يعقل لبشر أن يدخل القصر، ويمر على كل هؤلاء الحراس، ولم يلاحظه أحد؟ لو حدث هذا، لكنت قد قتلتكم جميعا، إنه نصف ساحر، ولهذا إستعمل قوته حتى يمر من بينكم جميعا دون أن تروه، لقد إستعمل تعويذة السرعة، رغم أنها ليست بتعويذة عادية، ولا يمكن لأي منكم أن يقوم بها، قال الحارس : ماذا ؟ نصف ساحر ! لكني لم أعلم بوجود أي شخص له قوة نصف ساحر، كما أنه يقال، بأنه يخلق شخص واحد كل 1000 عام ، و أنه ستكون له قوة خارقة لامثيل لها، فكيف يعقل أن يكون هذا الشخص نصف ساحر، ومات بهاته السهولة، قال الملك : يالك من غبي، هل تعلم بأني لو كنت تأخرت بضع ثوان، لكان إستخدم سحره ضدي، ولكنت أنا الميت الآن، لقد هزمته لأني أسرع منه، يبدو أنه لم يجد من يعلمه المهارات الأساسية لإستعمال السحر، وإلا لكنت الآن في عداد الموتى، ثم تابع كلامه هيا خذوه الآن و إرموه في البحر، في ذلك الوقت، كانت حسناء و الفتاة الأجنبية خرجتا من القصر، حيث أخبرت الفتاة الأجنبية الحراس أنها إكتشفت أن لهذه البشرية أخ أيضاً، و ستذهب معها لتحضر أخها، و هكذا، ذهبا للقاء الأخرين دون أن يعلمن ماذا حدث لمراد، أنذاك حملوا الحراس مراد، وتوجهوا به نحو حافة الهضبة المجاورة للقصر، ثم ألقوا به من هناك في البحر ،في تلك اللحظة، كانت إمرأة تلتقط بعض أعشاب البحر أسفل الهضبة، فرأتهم وهم يرمون شخصا ما في البحر، في الوهلة الأولى، لم تعر ذلك إنتباها، لكن، لسبب ما، بدأت تنظر في البحر، و كأنها تنتظر أن يخرج ذلك الشخص من الماء، وبعض لحظات، توجهت للبحر و غاصت في أعماقه تبحث عنه، حتى وجدته، ثم أخرجته،سحبته للبر، ثم قالت : لبد أنه ساحر عارض الملك فقتله، لكن، لسبب ما، بدأت تحاول إخراج الماء من بطنه، و تضرب على صدره، حتى نهض مراد وهو يكح، مخرجا الماء من فمه، قالت المرأة : الحمد لله، لا أعرف كيف نجوت، ولا أعرف السبب الذي أجبرني على أن أغوص و أخرجك من قعر البحر، و لا السبب وراء أن أبدأ في محاولت إخراج الماء من بطنك، و ضرب صدرك، لقد قمت بكل هذا و أنا واتقة من أنك مت، وخاصة بعد رأية الثقب الموجود على صدرك، في الحقيقة، لم يسبق لي و أن رأيت أحدا عاش بعد أن تلقى إصابةََ كهاته في قلبه، ثم تابعت وهي تبتسم، إلا إذا كان لك قلبان، في تلك اللحظة، ضهر رجل من بعيد وهو ينادي، يا حياة، حياة، أشارت للرجل بيدها، ثم إلتفتت لمراد و أخبرته بأنه زوجها، و أنه سيساعده على الشفاء، حينها، أغمي على مراد، في ذلك الوقت، كانوا أصدقائه قليقين جدا عليه، قالت حسناء : لقد تأخر مراد، و أنا غير مطمئنة، أشعر بأن سوءَ ما قد حصل له، قال خالد : لا تنسوا أنه يواجه ملك السحرة، لا بد أن يصاب، لكن مراد نصف ساحر، وقوته أكبر من قوة الملك، لدى فأكيد رغم الأضرار الذي ستلحق به، فسيفوز، وسيأتي إلينا قائلا : لقد قتلت الملك، لكن حسناء إستمرت في قول : إني غير مطمئنة؛ حينها قالت لهم الفتاة الأجنبية : إنتظروني هنا، سأذهب قرب القصر، و أتقصى الأخبار ثم أعود، في ذلك الوقت فتح مراد عينيه، فوجد نفسه فوق سرير خشبي، و عليه غطاء من فرو الذئاب، نظر حوله فرأى إمرأة تقطع الخظار و رجل يشوي الأسماك، حاول النهوض، لكنه تألم، فنظرت إليه المرأة وقالت إسترح، إنك الآن بخير، لقد ساعدك زوجي على الشفاء، نظر مراد لزوجها فشكره وشكر السيدة لإنقاذهم حياته، أجابوه، لا عليك، ثم قال زوجها، في الحقيقة، ما قمت به لا يمكن وحده أن يشفيك، لكن لا بد أن لديك قوى سحرية غريبة، لم يسبق لي أن رأيت مثلها، فعندما وصلت و أنت ملقى على الأرض قرب زوجتي، لم أشعر بأي قوة سحرية منك، وكأنك بشر، حتى قلت لزوجتي : ماذا يفعل بشر هنا، ولماذا ألقى به الملك ولم يأكله؟ كنت مستغربا الأمر، لكن، بعد أن أحضرتك هنا، بدأت أشعر بقوة سحرية خفيفة تتدفق بجسمك، و مع مرور الوقت، و أنا أحاول أن أمدك ببعض السحر، حتى إنفجرت طاقة كبيرة من السحر من جسدك، وبسببها أنت الآن بخير، وليس بسببي، قالت الزوجة لمراد : ما هو إسمك؟ و ما هي قصتك مع الملك؟ و ما السر وراء قوتك السحرية؟ رد زوجها مبتسما، رويدا رويدا يا حياة، دعيه يسترح قليلا حتى يسترجع كامل قوته، أنذاك إسئلي كما شئت، في هذا الوقت كانت الفتاة الأجنبية قد علمت بأن الملك قتل مراد، و أنه ألقى به في البحر، عادت نحو أصدقائه و هي لا تعرف ماذا تقول، من أين تبدأ الكلام، وصلت إليهم فسألتها حسناء، أين مراد؟ ماذا حدث؟ سكتت، لم تجب، وعيناها تنظران للأسفل ، تنظر للأرض، لا تقوى على ان تنظر في أعينهم وتخبرهم أنه مات، حينها سقطت حسناء على الأرض و أغمي عليها، إلتفوا جميعا نحوها، ثم ألقت الفتاة الأجنبية تعويذة، فإستيقضت حسناء ، نظرت إليهم ثم بدأت تبكي و هي تقول أنا السبب، أنا السبب، لماذا، لماذا، وهي تضرب بيدها على الأرض، قالت لها فاطمة : ماذا هناك، نحن لا نعلم ماذا جرى، سيكون كل شيء بخير إن شاء الله، ثم إلتفتوا نحو الفتاة الأجنبية، حينها، قالت لهم : لقد قتل الملك مراد، فسقطوا جميعا على الأرض، وبدأ الكل يبكي، لقد مات بسببنا، مات وهو يحاول إخراجنا، حينها قال خالد : سنذهب ونأتي بجثته، و سنخرجها معنا، وندفنه بأرض البشر، قالت حينها الفتاة الأجنبية : حتى هذا لا يمكننا فعله، قالت فاطمة : لماذا لا نستطيع؟ هل حجزه عنده وهو مقتول؟ ماذا سيفعل به وهو ميت؟ أجابتها بأنه رمى به في البحر،أنذاك، وضع خالد يدا على وجهه ويده الأخرى يضرب بها على الأرض، أليس هناك حد لبشاعة هذا الملك؟ في الوقت نفسه كان مراد قد إسترجع قواه وبدأ يتحرك، لكنه لاحظ أن المرأة تنظر إليه نظرة غريبة، ثم بدأت تقترب منه، حتى وصلت للسرير الذي يرقد عليه، ثم جلست جانبه، و إقتربت منه، وهي تنظر في عينيه، بدأ وجهها يقترب من وجه مراد، حتى لم يبقى إلا بضع سنتيمترات، ليلتصق وجههما مع بعض، إحمر وجه مراد، ثم أبعد وجهه قائلا، شكرا لك سيدتي لإنقاذك لي، لكن قلبي يملأه حب فتاة، ولا يمكنني..، حينها دخل زوج السيدة وقال : هل أنت متأكد أنه لديك قلب؟ لأنه لو لديك،. فإعلم أن به ثقب كبير جدا الآن، ثم أتمت الزوجة الكلام وقالت : يكفيني مكانا في ذلك الثقب، هل تستطيع أن تعطيني مكانا هناك؟ لم يستوعب مراد الأمر، مالذي تقوله هاته السيدة؟ وكيف تقول ذلك أمام زوجها، بل، ولماذا ردة فعل زوجها وكأنه يأيدها؟ بدأ يتسائل حائرا، حينها إبتسم الزوج وقال لمراد، ما هو إسمك؟ أجابه : مراد، قال الزوج بعدها، وما هو سنك، أجابه مراد : عشرون سنة، فتابع الزوج قوله، لقد كان عندنا إبن، لو بقي على قيد الحياة، فسيكون في سنك، و عيناه تشبهان عيناك، لذلك رأيت زوجتي تحدق بك، وتنظر لعينيك، وتقترب منهما كأنها تريد أن تغوص بهما، ثم ضحك وقال، إنها تظنك إبننا، لم تكف على قول أنها تشعر بأنك إبننا، ثم طلب منه أن يقص عليهم قصته مع الملك، فأجابهم مراد : قصتي تبدأ قبل لقاء الملك، لكن، قبل أن أقص عليكم قصتي، هل يمكنني أن أسئلك سؤالاََ، قال الزوج : تفضل، إسأل، حينها قال مراد، كم مرة خرجت من هنا لأرض البشر؟ نظر الزوج لزوجته ثم إلتفت نحوه وقال : لماذا تسأل؟ هل تريد أن تخرج لأرض البشر؟ وما أدراك أني خرجت أصلا لأرض البشر؟ أجابه مراد : بالنسبة لرغبتي في الخروج من هنا والذهاب لأرض البشر، فالجواب نعم، أريد الخروج، أما عن سؤالك الثاني، كيف أعلم بأنك خرجت من هنا، ففي الحقيقية، أنا لا أعلم إن سبق وخرجت أم لا، لكن، إن كنت قد خرجت، فيهمني أن أعرف عدد المرات التي خرجت بها، نظر الرجل مرة أخرى لزوجته، ثم حركت الزوجة رأسها وكأنها تقول لزوجها أخبره، فأجابه الزوج، لا أدري كم مرة خرجت من هنا، لكني خرجت عدة مرات، حينها نظر مراد للزوجة وعيناه تملأهما الدموع، ثم قال : إذن فأنت من البشر، ولست بساحرة، نظرت إليه المرأة و هي تدرف الدموع قائلتاََ، لقد أحسست بشيء ما يدفعني لإنقاذك، وعندما أحضرناك إلى هنا و رأيت عيناك، و أمعنت النظر بهما، أخبرت أباك أنك أبني، نعم، أنت إبني، وعانقا بعضهما البعض، ثم إقترب منهم الأب وعانقه أيضاً وهو يقول : لا يمكن، بني، بني، ماذا سيحدث بعدها ياترى؟