نصف ساحرـــ الجزء السادس
نصف ساحر
3/24/20241 min read


عندما وصلوا ، وجدو أنفسهم مستلقين على الأرض بدأوا ينظرون حولهم، هل وصلوا لعالم البشر؟ فجأة سمعوا صراخ القردة، فقال خالد : القردة، القردة، هذا يعني أننا عدنا، عدنا لعالم البشر، لكن هنا كانت المفاجئة، عندما نظروا إلى القردة، وجدوا أن اشكالهم مختلفة عن القردة التي بعالم البشر، الصوت هو صوت القردة ، لكن الشكل مختلف تماما، قالت حنان : يبدوا اننا بعالم آخر غير عالم البشر، لكن المشكلة الكبرى، هي... أن الثقب الموجود بالشجرة إختفى، و الحيوانات التي تصرخ كالقردة تتجه نحوهم، تراجعوا جميعا للوراء وبقي مراد، و في اللحظة التي كان مراد ينوي إضرام النار، ظهرت فتاة ، ووقفت بين مراد و الحيوانات ، قالت بضع كلمات، ثم ر حلت الحيوانات، إلتفتت الفتاة نحو مراد و أصدقائه، وقالت لهم : إلتقينا من جديد، فقال خالد : من أنت؟ هل سبق و إلتقينا، فلتفت مراد نحوهم وقال، هل يمكنكم رأيتها وسماعها، فأجابة الفتاة، نعم، هنا يمكنهم رأيتي وسماعي، حينها قالت حسناء : أنت الفتاة الأجنبية، إبتسمت الفتاة وقالت : نعم أنا هي، قال لها مراد : أنا سعيد برأيتك، لكن، مالذي يحدث؟ أين نحن؟ إعتقدت أننا عدنا لعالم البشر، لكننا فوجئنا بحيوانات مختلفة، و ماذا أخبرتهم؟ سمعتك قلت بضع كلمات، بعدها رحلوا، لكني لم أسمع ماذا قلت بالضبط، أخبرته بالكلمات، وقالت له : كلما واجهتم الحيوانات، قل هاته الكلمات وسترحل عنكم، و أخبرته بأن هاته الكلمات توجد بكتاب ملك السحرة، وأن في إحدى الأيام رأتها بالصدفة وهي تخدمه، فبهاته الكلمات يأمر الحيوانات أن تهاجم أي شخص، و بعكس حروفها، يأمرهم بالإبتعاد، أنذاك سألها رشيد، هل مازلنا بعالم السحرة؟ أجابتهم، نعم ، فمروركم بالشجرة، أخذكم من مدينة إلى مدينة أخرى، لكنكم مازلتم بعالم السحرة، فقالت فاطمة : هذا يعني أنه حتى لو وجدنا شجرة أخرى، فسننتقل إلى مدينة أخرى من عالم السحرة فقط، ولن نصل لعالم البشر، فأجابتها، لا، يمكنكم أن تخرجوا من هنا لعالم البشر عن طريق دخولكم ثقب الشجرة، كما فعلتم الآن، لكن المشكل، هو أنه لا يمكنكم أن تحددوا هل الشجرة ستأخذكم لمدينة بعالم السحرة أم لعالم البشر، لذلك لا يستطيعوا السحرة مغادرة عالمنا هذا إلا نادرا، و ذلك بعد محاولات عدة قد تطول لسنوات وسنوات حتى يتمكن أحدنا من الخروج و الذهاب لعالم البشر، فسألها مراد ، كم تطلب منك من الوقت حتى تمكنت من الخروج؟ أجابته مبتسمة، لا أظن أن أحد من السحرة يملك حظا مثل حظي، لقد خرجت بعد ثلاث محاولات فقط، أي بعدما إخترت ثلاثة أشجار فقط، وهذا لم يسبق حدوثه مند أن خرج أبوك من هنا، قال مراد : ماذا ! هل أبي أيظا خرج بعد ثلاث محاولات فقط، قالت : لا، فأبوك كان إستثنائيا، لقد خرج من أول محاولة له، وليس هذا فقط، بل كان يخرج بإستمرار، ودائما من المحاولة الأولى، لدرجة أن عدد كبير من السحرة كانوا يراقبونه، فإذا دخل من ثقب الشجرة إنتظروا وصوله ثم يدخولون نفس الشجرة، لكن رغم ذلك، لم يتمكنوا من الخروج، فسألها رشيد : لماذا لم يستطيعوا الخروج رغم أنهم إستعملوا نفس الشجرة، فأجابته : لم يستطيعوا لأنه ليس نفس المخرج، فالأرض هنا ليست كعالم البشر، هنا توجد طبقات كثيرة تحت الأرض، مثل عالمكم، لكن الإختلاف، هو أن الطبقة التي نحن فوقها تبقى ثابتة، بينما التي تحتها تتحرك بإستمرار، وبتحركها ينتقل المخرج من شجرة لأخرى. لهذا حتى لو دخلوا نفس الشجرة فلن يكون نفس المخرج، قال خالد : إذن سنبدأ بدخول الأشجار و نحن في مقامرة، لا ندري أين سنصل؟ حينها قال رشيد : هل يمكنني أن أعرف كم طبقات الأرض لديكم؟ و أي الطبقات تتحرك؟ و في أي إتجاه تتحرك؟ لو أخبرتني بهاته المعلومات قد أستطيع تحديد المخرج وبأي شجرة سيكون و بأي وقت بالضبط، أجابته الفتاة الأجنبية : كل هذا موجود بكتاب عند ملك السحرة، قالت فاطمة، إذن علينا أن نذهب ونحضر ذلك الكتاب، أجابتها الفتاة الأجنبية : الأمر ليس سهلا، أولا، يجب أن ندخل قصر الملك، وهذا جد صعب لوجود حراس كثر في كل أرجاء القصر، ثانيا، علينا الوصول للملك، و ان يشغله شخص ما بشيء ما حتى أتمكن من الدخول للغرفة التي بها الكتاب، حينها، ألقي نظرة على هاته التفاصيل ثم أخرج، قالت حسناء : لماذا لا تأخذين الكتاب وتحضريه لنا؟ لماذا ستلقين نظرة فقط؟ أجابتها الفتاة الأجنبية : لا يمكنني ذلك، ولا يمكن لأي أحد أن يفعل ذاك، فلو حملنا الكتاب سنحرق، بينما لو بقي في مكانه يمكننا أن نقلب صفحاته و النظر فيها دون أن يحدث لنا أي شيء، قال مراد، علينا التفكير أولا في كيفية الدخول، و كيف نشغل الملك، هذان الأمران جد مهمان، وليس من السهل القيام بذلك، قالت الفتاة الأجنبية : يمكنني الدخول مع أحدكم، و سأخبر الحراس أني وجدت شخصا من بني البشر و أريد أن أقدمه للملك كهدية مني، قال مراد : إذن سأذهب معك و سأقابل الملك، أجابته : لا، لا يمكنك ذلك، لأن الساحر سيستشعر قواك السحرية، و سيعلم أنك نصف ساحر ، حينها قالت حسناء : سأذهب معك، فكما تعلمون يمكن لإحساسي أن يساعدني ويخبرني إن كان هناك أي خطر، وقالت حنان : ليس لديك إحساس فقط، بل لديك ردة فعل مراد التلقائية أيضا، وبدأوا يضحكون، تردد مراد في أن تذهب حسناء لرئية الملك، لكنه أخبرها بأنه عندما تشعر بالخطر، تخبر الملك أن لديها أخ ينتظرها و أنها تريد قدومه أيضا، حينها سيزيد طمع الملك، فأكل وجبتين من اللحم ليس كوجبة واحدة، حينها سيسمحون له بالدخول، وعندما يدخل سيهاجم الملك ويترك لهم فرصة الهروب من القصر.
إتفقوا جميعا على هذه الخطة، وذهبت بهم الفتاة الأجنبية لمكان ما، و أخبرتهم أن ينتظروا هنا بإستثناء مراد، و أخبرتهم أن هذا المكان به قوى سحرية ستحميهم من أي شيء، وسيكونون بأمان ماداموا في هذه المنطقة، أما مراد وحسناء فذهبوا مع الفتاة الأجنبية نحو القصر، حينها، قالت الفتاة الأجنبية لمراد، إنتظرنا هنا، سأدخل أنا وحسناء كما إتفقنا ولو شعرت حسناء بأي خطر، ستخبر الملك بأن أخا لها إسمه مراد ينتظرها قرب القصر، حينها سيأتي الحراس وينادون عليك، ثم يدخلونك للملك، ذهبت حسناء و الفتاة الأجنبية متوجهين نحو الحراس، وفعلا دخلوا القصر، لكن، ماذا سيحدث هناك يا ترى؟
دخلت حسناء و الفتاة الأجنبية للقصر و دخلوا من غرفة لأخرى، حتى وصلوا للملك، صدمت حسناء عندما رأت الملك، كانت تتوقع رأية رجل شيخ مسن، تملأ التجاعيد وجهه، أسود البشرة، أسنانه متأكلة لأكله لحم البشر نيئاََ، وعينان سوداوان يملأهما الشر، فإذا بها تجد شابا وسيما، أبيض البشرة ذو عينان جذابتان، و أسنانه كأسنان المشط، متراصة و بيضاء، كان يضهر و كأنه شاب في مقتبل العمر، فنادى على حسناء قائلا : تعالي يا حسناء إلى جواري، صدمت حسناء، كيف عرف إسمي؟ قائلة لنفسها، هل عرف إسمي بإستعمال سحره؟ إذن يمكن أن يعرف كل ما بخاطري أيضا، وسيعلم بالخطة كلها، إقتربت وهي تفكر في كل هاته التسائلات، حينها قال الملك، ما هو إسمك؟ أجابته : إنك تعرفه مسبقا، فأجابها الملك مبتسما، لا، ليس لدي قدرات لتلك الدرجة، ليس الآن، ربما بعد بضع سنوات، فأجابته، إسمي حسناء ، إبتسم الملك قائلا : إسم على مسمى، حينها إستوعبت أن الملك لما ناد عليها و قال حسناء، لم يكن يقصد إسمها وإنما صفتها، إقترب الملك منها و بدأ يشم في رائحتها نحو عنقها ثم شعرها، لكن، رغم ذلك لم تكن تكن تشعر بأي خوف، قالت حسناء للملك، ماذا تفعل أيها الملك، فأخبرها أن لديها عطر جميل،وهو يحب رائحة العطر، وخاصة المكون من ورود الياسمين،أجابته، أخبرني أيها الملك، أتحب رائحة العطر أكثر أم رائحة لحم البشر؟ إلتفت إليها الملك مبتسما، و أجابها بكل هدوء، إذن سمعتي بالشائعات التي تقول أني أقوي سحري بأكل البشر، ثم تابع قوله، هل حقا تعتقدين أني آكل لحم البشر؟ و إن كنت تصدقين ذلك، لما لا أراك خائفة مني، أجابته حسناء : هذا صحيح، إني غير خائفة منك لثلاثة أسباب، قال الملك : و ما هي هاته الأسباب؟ أجابته حسناء : أولا : لأن حدسي يخبرني دائما إن كان هناك خطر ما، و لحدود الساعة، لم أشعر بأي خطر، ثانيا، لأن هيئتك التي عليها تعطي إنطباع الطمأنينة و الإرتياح، ثم صمتت ، فقال الملك : ماذا عن الثالثة، أجابته ستعلمها في وقتها، إبتسم الملك و قال : ماذا لو كان عندي وجهان؟ وجه متوحش يأكل لحم البشر ليقوي من سحره، ووجه ثاني لطيف، ودود، يساهم في أن يجعل البشر يثيقون به ويطمئنون له، حينها، يقترب منهم ويتحول للوجه المفترس. شعرت حينها حسناء بالخطر، و في الوقت نفسه أعطت الفتاة الأجنبية إشارة لحسناء بأنها إنتهت من مهمتها، فردت حسناء على الملك، سيكون جوابي، هو الجواب الثالث الذي لم أقله، أن لدي أخا يحميني من أي شيء، لدى لا داعي للخوف، سواء كان ما سمعته حقيقة أم لا، أدركت الفتاة الأجنبية أن هناك خطر، و أن الملك يحاول فعل شيء ما، قال الملك : من الجيد أن يكون معك أخ يحميك، هذا حقاً جيد، لكني لا أراه معك، فكيف سيحميك إن كتت الآن في خطر، حينها تحول وجه الملك للوجه الشرير الذي وصفه، الوجه الذي يأكل البشر، فوجئة كل من حنان و الفتاة الأجنبية، لأن خطة أن يدعو مراد إلى داخل القصر لم تنجح، لقد تحول للوجه الشرير دون أن يعير لوجود أخ لها أي إهتمام، فبدأ الملك يقترب من حسناء، وقلبها ينبض بشدة من الخوف، كلما إقترب منها أكثر، زاد نبض قلبها خفقاناََ، حتى وقف أمامها و أمسك بيدها و بدأ يقربها لفمه وكأنه سيلتهما و حسناء واقفة جامدة دون حراك، و في اللحظة التي كانت الفتاة الأجنبية تفكر فيها ماذا يمكنها أن تفعل الآن، فإذا بمراد يقف أمام الملك، أمسك يده و أبعدها عن يد حسناء قائلا : ألم تقل لك أن لها أخ يحميها من أي شيء؟ ثم تابع في الحقيقة ليس أخا، بل... ثم صمت برهة ثم تابع كلامه سأحميها منك و من غيرك، أنذاك إستشعر الملك القوة السحرية التي يملكها مراد فإبتعد للوراء وقال : من أنت؟ وما علاقتك بهاته الفتاة ؟ أنذاك تقدم مراد نحو الملك تارك المجال لحسناء و الفتاة الأجنبية ليهربن، قال مراد للملك : أنت أبشع شخص رأيته في حياتي، كيف تأكل البشر من أجل أن تقوي سحرك فقط؟ حول الملك وجهه لوجه الشاب الوسيم، و أخبره : لماذا يقتل البشر الحيوانات و يأكل لحمها؟ أجابه مراد : لأنهم حيوانات، مجرد حيوانات، خلقت لتأكل، وهو ليس شيءََ محرما بين البشر، بينما أنت تأكل البشر، كما أنه شيء محرم بين السحرة، أجابه الملك : يأكل البشر لحم الحيوانات لأنها تعطيه القوة لكي يعيش و كما قلت، خلقت من أجل أن تأكل، فكذلك البشر، بالنسبتي لي، هم مجرد لحم يأكل لكي أعيش، و أقوي به سحري، و خلقوا من أجل أن يأكلوا من طرفي، وبدأ يضحك، قال مراد، أمثالك ليسوا ممن تشرح لهم و تفهمهم، إنك مثل وحش بري، لا يمكن إقافه إلا بقتله، وهذا ما سأفعله، أنذاك، بدأ مراد يلف يده يمينا و شمالا ليقوم بسحر يلقيه على الملك، لكن، في تلك اللحظة، حرك الملك يده بسرعة و ألقى بمراد بعيدا، ثم بدأ يحرك جسم مراد ويحمله في الهواء، و مراد لا يستطيع الحركة، ثم بدأ الملك يحرك رمح معلقا على حائط القصر، وفجأة إتجه الرمه مباشرة نحو قلب مراد، فإنغرس الرمح بمراد حتى خرج من ظهره وسقط أرضا و الدماء تسيل، حرك مراد يده وهو ينظر للملك، ثم سقطت أرضا، وأغمض عينيه، وبقي دون حراك، فهل يا ترى مات مراد؟ ما الذي سبحدث الآن؟