نصف ساحرـــ الجزء الثامن

نصف ساحر

3/24/20241 min read

إلتقى مراد بأبويه و كانوا جميعا سعداء، وفي نفس الوقت كان أصدقاء مراد حزينين، لإعتقادهم بأن مراد قد قتل،حينها، قرروا بأن يجدوا المخرج و يذهبوا لعالم البشر، أخبرت الفتاة الأجنبية، رشيد بكل المعلومات التي يحتاجها، ثم بدأ رشيد بكل المعلومات التي يحتاجها، ثم بدأ رشيد يقوم بحسابته و يرسم على الأرض، فجأة قال : علينا أن نتجه شمالا، و حين نجد أقرب شجرة ضخمة شبيهة بالتي دخلنا منها في عالمنا، ننتظر حتى تصل الساعة... و هنا كانت المفاجئة، عندما نظر رشيد لساعته، وجد عقارب الساعة، تدور بسرعة، وليس هذا فقط، بل تدور في الإتجاه المعاكس، و بالتالي لن يستطيع تحديد الوقت الذي سيحتاجونه لكي يدخلوا للشجرة، ويصادفوا المدخل المؤدي لعالم البشر، قال : مصيبة، لا تعمل الساعات هنا، ماذا سنفعل؟ قالت فاطمة : كم من الوقت نحتاج للدخول إلى الشجرة و نصادف المدخل الذي نريد؟ قال ساعة واحدة و خمسة عشر دقيقة، صمتت قليلا ثم قالت : إذن سنتجه الآن شمال ونحن نعد لغاية 4492 ، ثم بدأت في العد وهي تمشي، تبعوها دون طرح أي سؤال، بينما خالد، كان يمشي وهو يقوم بحساب عدد الدقائق وحولها لثواني حتى وجد أن ساعة و 15 دقيقة تساوي 4500 ثانية، لكن الفرق هو أنه إستغرق تقريبا 5 دقائق لكي يقوم بحسابهم، بينما فاطمة إستغرقت 8 ثوان فقط، إستمروا في المشي حتى وصلوا لشجرة شبيهة بالتي يبحثون عنها، ثم جلسوا بقربها حتى تنهي فاطمة العد ، أنذاك، كان مراد مع أبويه، يحكي لهم قصته و كيف جاء لهنا، وماذا حدث معه أثناء مواجهة الملك، و عندما إنتهى، جاء دور أبويه ليحكيا له قصتهما أيضاً، بدأت الأم بالحديث : عندما أنجبتك، علمنا بأن حراس الملك يبحثون عنا، لذلك، أخذناك إلى منزل إحدى السيدات الطيبات، كنا نعرفها، لكنها لم تعلم أني قد أنجبت، وضعتك أمام باب منزلها مع رسالة تفسر بأن حياتك في خطر، و أننا نطلب منها بأن تنقدك و تدعي بأنها أمك، طرقنا الباب ، ثم ذهبنا، ونحن نراقبها حتى حملتك و أدخلتك إلى منزلها، بعدها، إبتعدنا عن المنزل، و حرر أبوك طاقته السحرية، حتى يجذب الحراس نحونا ونبعدهم عنك ، هربنا لأقصى مكان يمكننا الوصل إليه، حينها، حوصرنا من طرف الحراس، أمسكوا بنا و أخذونا إلى الملك، لم أكن خائفة على نفسي، قلت لأبيك، إن عشت، فإنتقم لي، و إن متنا معا، فأنا أكيدة بأنه سيأتي يوم وينتقم لنا إبننا، حينها إبتسم أبوك وقال : لا تقلقي، لن يمسك أي أدى مادمت حيا, صحيح أني لا أملك قوى سحرية كقوى الملك، لكن لدي قواي التي يمكنني بها حمايتك،بعدها، دخلنا القصر، ووقفنا أمام الملك و الحرس حولنا، سأل الملك زوجي : كيف تستطيع أن تخرج لعالم البشر في أي وقت تريد؟ ليس هناك أحد من السحرة يعلم موقع الشجرة، و الوقت المناسب للخروج إلا أنا، فكيف تستطيع انت أيضا فعل ذلك، فأجابه أبوك مبتسما، ليس أكل لحم البشر هو الطريقة الوحيدة التي نقوي بها سحرنا، و إنما هناك طرق أخرى، صحيح لا نملك مثل القوى التي تملك، لكن، يمكننا أن نزيد من قوانا و نتحكم بها كيفما نشاء، أنذاك قال : الملك، يبدوا أنك إكتشفت إحدى أسرار السحر المجهول، لو لم تكن تزوجت ببشرية، لكنت من المقربين مني، لكن، للأسف زواجك هذا، أدى بك إلى الهلاك، أنت وزوجتك، فإبتسم أبوك وقال : لو أني أعلم حقا أننا سنهلك، لما سمحت لحراسك بأن يمسكوا بنا، لكني أردت لقائك مباشرة،أحببت رأيت آكل لحم البشر، أعلم أني لا أستطيع أن أقتلك بقواي، لكني أعلم أيضاً أني أستطيع حمايتنا، حينها، نظر إلينا الملك، وأمر الحراس بمحاصرتنا، وبدأ يحرك يديه ثم ألقى بكرة من الماء، وبرمشة عين، أصبحنا داخل كرة الماء، و أنا أعجز عن التنفس، و الملك يضحك، ويقول لحراسه : سنرى الآن كيف سيحمي زوجته، ثم تابعت قولها : بدأت أحاول الخروج من الكرة جاهدة لكي أتنفس، لكن، بدون جدوى، حينها، نظر إلي أبوك مبتسما، واضعا يده على صدري، ثم قال : لا تقلقي يمكنك أن تتنفسي الآن، أنذاك، تعجب الكل، حتى الملك، بدأت أتنفس و نحن وسط كرة الماء، غضب الملك، ثم أبطل سحر الماء و أرسل بكرة جد ضخمة من النار، كان لهيبها يشوي الوجوه وهي بعيدة عنا، لدرجة أن الحراس إبتعدوا عنا وخرجوا من البهو الذي كنا فيه، مبتعدين عن لهيبها، وقف أبوك أمامي حتى يكون حاجزا بيني و بين حرارتها ، ثم أرسل الملك كرة النار نحونا، أغمضت عيني وعانقت أبوك، لكن، أباك فاجأ الجميع مرة أخرى، توقفت الكرة مباشرة أمام ضهر والدك، ولم نكن نشعر بأي حرارة منها، كانت تلك إحدى قوى أبوك، حينها، إلتفت أباك نحو الملك قائلا : هل لديك من مزيد أم أنك إكتفيت ؟ ثم بدأ أبوك يحرك يده فإنتقلنا بسرعة البرق من القصر إلى هذا المكان، حينها قرر والدك أن نبني كوخا ونستقر هنا، لكني كنت متفاجئة، كيف لنا أن نستقر هنا قرب قصر الملك؟ فأجابني والدك، أكثر مكان تأمن منه من العدو هو أن تكون قربه، لن يشك أبدا بأنك تختبئ قربه، إضافة إلى أن هذا المكان لا يراه أحد، فهو تحت الهضبة، إنه أنسب مكان لنا، ومنذ ذلك الحين ونحن هنا، نأكل من إصطيدنا من البحر و الخضار الموجودة بالغابة، في نفس الوقت، كان أصدقاء مراد يحاولون دخول الشجرة، لأن فاطمة إنتهت من العد، ودعوا الفتاة الأجنبية، ثم دخلوا لثقب الشجرة، وبعد لحظات، وجدوا أنفسهم بعالم البشر، لكن ، ليس بالغابة المجاورة لشلالات أوزود، و إنما بجزيرة مهجورة وسط البحر، بدأوا يتجولون بالجزيرة، ليروا هل من أحد هناك، لكن، لا أحد، قالت حنان : كيف نعلم أننا عدنا لعالم البشر؟ ربما إنتقلنا إلى مدينة أخرى بعالم السحرة، حينها قال رشيد : لا، نحن بعالم البشر، فالصخور و التربة الموجودة هنا، تأكد أننا بعالم البشر، لكن يبدوا أننا خرجنا وسط جزيرة ما، قال خالد : ليس المشكلة هي الجزيرة بحد ذاتها، لكن المشكل هو أني ألاحظ أن مستوى الماء يقترب كلما مر الوقت، و إن إستمر في الإرتفاع، فستختفي الجزيرة تحت الماء بعد ساعات معدودة، فأكد رشيد كلام خالد، وقال : ربما هذا هو سبب أنها مهجورة، فهي تختفي بالليل، وتظهر بالنهار، حسب إرتفاع المد و الجزر للبحر، علينا الآن أن نحاول بناء قارب صغير يحملنا، ويحمينا من الغرق، بدأو يتجولون ويحاولون جمع الأشجار التي سقطت، و قطع الأغصان، و إستعمال بعض أنواع النباتات كحبال يربطون بها الأشجار فيما بينهم، داعمين إياها بأغصان و أوراق الشجر، لكن قبل إنتهائهم من صنع القارب الصغير، أو بالأصح القطعة الخشبية التي ستحملهم، بدأ الماء يقترب منهم أكثر فأكثر، و بدأت الشمس تغرب، حينها وبينما يحاولون الإسراع في تكملة القارب، صرخت حسناء وهي تشير بيدها إلى البحر، ما الذي رأته حسناء ياترى ؟ و هل سيكملون بناء القارب؟