نصف ساحرـــ الجزء التاسع
نصف ساحر
3/24/20241 min read


صرخت حسناء وهي تشير بيدها إلى البحر، إلتفتوا جميعا ليروا ماذا هناك، فإذا بهم يجدون أسماك القرش تتجول بالقرب منهم، بدأو يسرعون في إكمال تجهيز القارب، و الماء يقترب منهم أكثر فأكثر، وفي النهاية، أكملوا القارب، وصعدوا عليه جميعا ، كان الماء قد وصل إليهم، لكن المشكل الآن، ليس هو الماء، و إنما، سمك القرش، تمسكوا باللوح الخشبي جيدا وهم مرعوبين خائفين، بدأ الليل يخيم، ثم بدأ البحر يتراقص بهم يمينا وشمالا، فاطمة وحنان تصرخان، أما خالد، فيخبرهم بأن يتمسكوا جيدا ويبتعدوا عن الحافة، رشيد يصرخ ويقول : مالذي فعلناه ياترى، حتى نمر من أزمة لأخرى، أما حسناء، فكانت تقول : ياليت مراد معنا، أجابها خالد : رحمه الله، كان سيساعدنا كثيرا، و ما كنت ستقلقين، لأن جسمه سيتصرف تلقائيا، قال رشيد حينها، نحن سنموت وأنت تمزح يا خالد ! أجابه خالد : لن تموت قبل أجلك، لكل منا أجله، من منا كان يظن أن خالد سيموت، لكن، جاء أجله و أخذه، ردت حسناء و الأمواج ترمي بهم هنا وهناك، أعلم أنكم لن تصدقوني، لكن قلبي يخبرني بأن مراد مازال حيا، أجابتها فاطمة : يبدو أن قلبك أخطأ هذه المرة، تمسكي جيدا، فأسماك القرش تنتظر وجبتها من لحم البشر، ولن يأتي مراد لينقذك منهم هذه المرة ، في ذلك الوقت، كان مراد بدأ تدريبه مع والده في تعلم تقنيات السحر، و طرق إستعمالها، حيث أصبح يدمج بين مختلف التقنيات، الشيء الذي لم يسبق وأن قام به أي ساحر، كان أبو مراد مميزا، لكن مراد أصبح أكثر تميزا، أتقن جميع تقنيات السحر في ظرف وجيز، بل، و إكتشف تقنيات جديدة بدمجه لتقنيات السحر مع بعض، حينها، إتفق مع أباه ليذهبوا ويقتلوا الملك ، ويخلصوا كل من السحرة و البشر من شره، في ذلك الوقت، أصبح وضع أصدقائه خطيرا، حيث بدأت الأمواج تتعالى، وبدأت الأمطار تسقط، وكأنها تنذرهم بقدوم عاصفة بحرية، وفي اللحظة التي كانوا فيها يصرخون، سقط كل من رشيد وحسناء في البحر، حاول أصدقائهم مساعدتهم على الصعود، وهم متمسكين بالقارب حتى لا يسقطون بدورهم، صعد رشيد، وبقيت حسناء، وهي تجاهد وتحاول الصعود، و الأمواج ترمي بها وتبعدها، و في الوقت الذي تحاول فيه الإقتراب مرة أخرى من القارب، كانت أسماك القرش تتجه نحوها، وفجأة إختفت حسناء بين الأمواج، و الكل يصرخ وينادي عليها، وبعض لحظات، رأى خالد دما يطفو على سطح الماء، ثم ظهرت حسناء وهي تصرخ، أنقذوني، أنقذوني ، حاول خالد القفز في البحر ليساعدها، لكن أسماك القرش كانت تحوم حولها،وتتجه نحو رائحة الدم التي كانت تسيل منها، كانت حسناء تصرخ و تبكي، وفجأة، إختفت، بدأو ينادون عليها، وهم خائفين، دم كثير، ولا أثر لحسناء، كانت حنان تبكي وتصرخ، ذهبت حسناء، أخذتها أسماك القرش، بقيوا متمسكين بالقارب وهم حزينين على حسناء، يبكون من أجلها، قالت فاطمة : ذهب مراد، و الآن حسناء، هل سنموت كلنا ؟ أم سيبقى أحد منا على قيد الحياة بعد إنتهاء هذه الرحلة، بقيوا طوال اليل على هذا الحال، حتى طلع النهار عليهم، كانوا وسط البحر تائهين، يجذفون بأيديهم يائسين، حتى سمعوا صوت الطيور، رفعوا رأسهم للسماء، فإذا بهم يرون طيورا تصطاد السمك من البحر، حينها قال رشيد : نحن على مقربة من اليابسة، هذه الطيور تكون دائما قرب اليابسة، حينها قال خالد : أنظروا هناك، توجد جزيرة هناك، فبدأو يجذفون بأيديهم بكل قوة حتى يصلوا إلى الجزيرة، لكن، عند إقترابهم من الجزيرة، ولم يبقى إلا أمتار قليلة على الوصول لسطح الجزيرة، كانت مفاجئة تنتطرهم، مفاجئة تمنعهم من الوصول لسطح الجزيرة، فما هي هذه المفاجئة يا ترى؟
عند إقترابهم من الجزيرة، ولم يبقى إلا أمتار قليلة على الوصول لسطح الجزيرة، كانت مفاجئة تنتظرهم، مفاجئة ،تمنعهم من الوصول لسطح الجزيرة،حيث وجدوا مجموعة من التماسيح على شاطئ البحر، وكانت التماسيح جد ضخمة، منها من يصل طوله إلى 7 أمتار، حينها توقفوا عن التجديف، بدأوا يفكرون ما العمل؟ لن يستطيعوا أن يبقوا وسط البحر هكذا، أكيد سيموتون، قال خالد : لنجدف نحو اليمين إلى أبعد نقطة ممكنة، لكن دون أن نثير إنتباههم، ثم نذهب للجزيرة من الجهة الأخرى، قال رشيد : وما أدرانا لو ذهبنا هناك أننا لن نجدهم ؟ أجابه خالد : ليس لدينا خيار آخر، إما أن نذهب و ندخل للجزيرة من إحدى الجهات ، أو أننا سنموت وسط البحر، قرروا الذهاب كما قال خالد، و فعلا، لم يجدوا هناك أي تماسيح، وصلوا للجزيرة، وفرحوا، قالت فاطمة : يجب أن نبحث عن شيء نأكله، وعن ماء نشربه، دخلوا وسط الجزيرة، وهم يبحثون، رأت حنان بيتا من خشب، قالت لهم : أنظروا هناك،أخيرا سنجد من يساعدنا، توجهوا نحو الكوخ، لكن، عند وصولهم، لاحظوا أن الكوخ مهجور، عليه غبار، وبيوت العناكب، وبعض الأواني مليئة بالتراب، وبعض الكتب، قرروا أن ينظفوا المكان، و يستقروا فيه، حتى يجدوا مخرجا من هذه الجزيرة لبر الأمان، فاطمة وحنان، بدأتا في التنظيف، أما خالد ورشيد، فخرجا يبحثان عن شيء يأكلونه، وبعد مرور بضع ساعات، عاد خالد ورشيد، ومعهم فواكه، و قليل من الماء في إناء أخذوه معهم، ولما دخلوا، وجدوا كل شيء منظم، كل شيء نظيف، كان هناك أفرشة، وطاولة للأكل، و أواني، و سكين، و كتب، قال خالد : لقد قمتم بمجهود جبار، إنه مختلف كليا عن السابق، إبتسمت حنان، أما فاطمة فقالت : أرجو ألا يعجبكم كثيرا، و إلا ستنسون فكرة مغادرة هذه الجزيرة، وضعوا الفاكهة على الطاولة مع القليل من الماء، شرب كل منه قليلا، ثم توجه كل منهم لفراش ينام به، أخذ خالد كتابا من الكتب التي كانت موجودة هناك، حاول القرائة قليلا حتى يغلب عليه النوم، لكنه لما فتح الكتاب، وجد به أوراق مكتبة بخط اليد، و كأن شخصا ما كان يكتب عن شيء ما، فبدأ خالد يقرأ ثم يقرأ وبعد مرور نصف ساعة، قال بصوت عال : سنخرج من هنا، سنخرج من هنا، حتى إستيقظوا جميعا، مرعوبين، قال رشيد :ماذا هناك؟ ماذا دهاك يا خالد؟ لماذا تصرخ هكذا؟ أجابهم، وجدت المخرج من هنا، بل هو وجده، قالوا، من هذا الذي وجده، وماذا وجد؟ نحن لا نفهم شيئاً، أجابهم، كان هنا شخص ما، لقد عاش هنا مدة 4 سنوات، حتى إعتاد على العيش هنا، وقد وصف الجزيرة بالتدقيق، ومن أين يحصل على كل شيء، لكن، ليس هذا هو المهم، المهم هو أنه في يوم من الأيام، رأى سفينة من بعيد، فحاول أن يتبعها ويتجه إتجاهها بواسطة قارب صنعه من خشب، لكنه لم يتمكن من الوصول إليها، فرسم الإتجاه الذي رأى فيه السفينة، و الإتجاه الذي كانت تتجه إليه، فكان كلما كانت السماء صافبة يأخذ قاربه و يتجه في البحر نفس إتجاه السفينة مستعين بالنجم ليحدد إتجاهه وهو في البحر، وهكذا كان كل مرة يتوغل وسط البحر أكثر لمدة معينة ثم يعود ويرسم على ورقة و يحدد كم إستغرق من الوقت، حتى يأخذ وقتا أطول منه في المرة القادمة، وهكذا يدون كل شيء في هذا الكتاب، إلا أن وصل في إحدى الليالي، لمكان بدى له و كأنه يرى أنوارا مظائة من بعيد، لكنه لم يستطع الذهاب تلك الليلة نحو الأضواء لأن قواه ضعفت، وبدى له وكأن عاصفة ستهب أنذاك فقرر العودة للجزيرة حتى يستعد، بعد أن حدد مكان الأضواء، وقرر بعدها أنها سيغادر الجزيرة صوب مكان الأضواء، وبما أنه لم نجده هنا، فهذا يعني أنه فعلا وصل للأظواء، أي وصل لمدينة ما، إذن سنذهب في نفس الإتجاه الذي رسمه هنا للوصل للمدينة ، قالت فاطمة : و أخيرا ستنتهي هذه الرحلة المميتة، قالت حنان : لننم الآن ونسترح و نفكرا غدا في الأمر، فهل ياترى سيبحرون نحو الأضواء ؟ وهل سيصلون للمدينة كما يعتقدون؟