نصف ساحرـــ الجزء الثاني
نصف ساحر
غير مراد ملابسه و نزل من على الهضبة متوجها إلى الغابة، ليكتشف السر وراء إختفاء الفتيان والفتيات داخل الشجرة، وفي نفس الوقت، لم يتوقف عن التفكير في إختفاء الفتاة الأجنبية، بعد بضع دقائق، وصل مراد إلى الشجرة الضخمة ، بدأ يقترب رويدا رويدا من الثقب الموجود بالشجرة، و فجأة، بدأت القردة بالصراخ مرة أخرى، نظر إليهم، ثم بدأ يلتفت يمنينا وشمالا، مخبرا نفسه، لماذا ياترى تصرخ القردة بهذا الشكل؟ هل تصرخ لوجودي هنا؟ أم أن هناك شيء آخر؟ قال في قرارة نفسه، لا يهم، علي أن أعرف الآن ما يوجد في هذا الثقب الذي سقط فيه أولئك الشباب، تقدم نحو الثقب، و القردة مستمرة في صراخها، وهي تقفز و تلوح بيدها كانها تحذره، لكنه إستمر حتى وصل إلى الثقب، أدخل رأسه، نظر هناك ، لكن لا يوجد سوى ظلام قاتم، أخرج رأسه، ثم اخرج هاتفه من جيبه، حوله لمصباح، ثم ادخل رأسه مع يده التي تحمل المصباح، لكنه لم يرى أي شيء، مجرد ظلام، اخرج رأسه، و ترك يده التي تحمل الهاتف داخل الثقب، وبدأ يتسائل ، ماذا أفعل؟ كيف أكتشف ماذا حدث؟ وفي هاته اللحظة، شعر بأن شيء ما أمسك بيده الموجودة داخل الشجرة، أخرج يده بسرعة من الشجرة وهو خائف، ماهذا؟ مالذي لمس يدي، حينها نظر ليده ليكتشف أن هاتفه إختفى، و أن لون يده تغير و أصبح ورديا، تراجع و إبتعد عن الشجرة وهو خائف ،حتى وقع على الأرض، وبدا يتراجع زاحفا مصدوما مما وقع، وهو ينظر ليده وكيف تغير لونها، نظر إلى اليد الأخرى، وهنا، كانت المفاجئة ، تحولت اليد التي كانت خارج الشجرة إلى اللون الوردي أيضا، بعدها بدأ بخلع قميصه وهو ممد على الأرض ،لا يقوى على الوقوف من شدة الصدمة، ففوجئ مرة أخرى، حيث وجد أن نصفه العلوي، تحول إلى اللون الوردي، بدأ يتعود من الشيطان، وفر هاربا يركض بأقصى سرعته مبتعدا عن الشجرة، وبعد أن إقترب من الشلالات، توقف، و بدأ يتسائل، ماذا سأخبر الناس عندما ترى أن لون جسدي أصبح وردي؟ ماذا سأفعل؟ هل أتجه للشرطة؟ هل سيصدقونني؟ هل سيصدقني أي شخص إن أخبرته بما وقع؟ بدأ يفكر و يفكر، ثم قال، لابد أني أحلم، إنه مجرد حلم، علي بالصبر قليلا ثم سأستيقظ منه، لا بد و أن كثرة مشاهدتي للأفلام جعلتني أتخيل و أحلم بأني شخصية في فلم ما، ويخبر نفسه، إهدأ لا تقلق، الأمور بخير، إنه مجرد حلم، و أنا بطل في فلم من خيالي، انا البطل، فأنا أحلم دائما بأن أكون بطلا في شيء ما، أكيد، الآن أستوعب ما يحصل معي، ثم أخد نفسا عميقا و أغمض عينيه متكئا على شجرة، بعد برهة، سمع صوت أشخاص يمرون بالقرب منه، فتح عينه و نظر إليهم، ألقوا عليه التحية، فلم يجبهم، بدأ يخبر نفسه هل الخيال قريب من الحقيقة لهذه الدرجة، إني أشعر الآن و كأن ما أعيشه حقيقةً وليس خيال، ثم تذكر بأن نصف جسده العلوي اصبح وردي اللون، فقال لماذا إذا لم يستغربوا من لون جسدي؟ نظر إلى يديه، فوجد بأن لونهما عاد إلى طبيعته ، ثم نظر إلى جسمه، فوجد نفس الشيء، بدأ يفكر، هل كنت أحلم؟ لكن، إن كانت هاته القصة مجرد حلم، فكيف وصلت إلى الغابة؟ بحث في جيبه عن هاتفه، لكنه لم يجده، فقرر التوجه داخل الغابة مرة أخرى، و إتجه نحو مكان الشجرة الضخمة، ولما وصل امام الشجرة، نظر إلى يديه، هل بقيا كما هما؟ أم تغير لونهما مرة أخرى؟ إطمئن بعدما وجد لونهما كما هو لم يتغير، إقترب من الثقب، حينها بدأت القردة مرة أخرى بالصراخ، نظر إليهم وهو يمشي مبتعدا عن الشجرة، فسكتت القردة، بقي مركزا نظره عليها ثم عاد يقترب من جديد نحو الثقب، فبدات تصرخ، قال: لابد أن لصراخ القردة علاقة بثقب هذه الشجرة، إبتعد مرة أخرى، وغير إتجاهه حيث أصبح متجها نحو الشجرة العملاقة، لكن، هذه المرة ليس إتجاه الثقب، ليرى إن كانت القردة ستصرخ لإقتربه من الشجرة أم من الثقب بالضبط؟ لكن المفاجئة هو أنها لم تصرخ، فتيقن أن صراخ القردة متعلق بالثقب، فتأكد أن هناك أمر مريب يتعلق بالثقب الموجود بالشجرة وخاصة بعدما حصل له لما أدخل يده، فقرر أن يرمي شيئا وسط الثقب ليرى ماذا سيجري، بحث عن حجارة ليرميها هناك، لكنه لم يجد أي حجر، كسر غصنا صغيرا ثم رمى به داخل الثقب، لم يحدث أي شيء، ولم يسمع حتى صوت سقوط الغصن، فكرا جيدا، ثم تذكر أنه لديه قطعة بسكويت في جيبه، كان سيرمي بها داخل الثقب، لكنه قال في قرارة نفسه، لا أعتقد أن هذا سيأتي بنتيجة، يجب أن أجرب شيء آخر، ثم قرر ماذا سيفعل، توجه نحو القردة، كانوا إثنين، فإختار الصغير بينهم، و أعطاه ربع قطعة البسكويت، أخذها القرد و أكلها، ثم وضع ربعا أخر على الأرض، فنزل القرد ليأخذها وياكلها، ثم وضع الربع الثالث قرب الثقب، لكن القرد تقدما قليلا ثم عاد، لم يأخذه، فقرر أن يبعده قليلا عن الثقب، فعاد القرد ليأخذه، أنذاك قرر أن يعطيه الربع الأخير ممسكا به بيده، لكنه رفع يده عاليا، حاول القرد أن يقفز ويصل ليد مراد، حتى يأخد القطعة المتبقية، لكنه لم يصل، فبدأ القرد يتسلق جسم مراد ليصل إلى القطعة، حتي وصل يده وجلس عليها و أخذ القطعة وبدأ يأكلها، أنذاك أمسك به مراد بكلتا يديه ورمى به داخل الثقب، سقط القرد في الثقب، لكنه بقي متمسكا بحافة الثقب وهو يصرخ، وبدأ القرد الأخر بصراخ هستيري، فتوجه مراد مسرعا نحو الثقب، ممسكا بيد القرد ليحاول إخراجه، لكنه فوجئ بقوة شديدة تجر القرد نحو العمق لدرجة أنه بدأ أيضا يجر نحو الثقب، لكنه بقي ممسكا بالقرد و كأنه ندم على رميه إياه، محاولا إنقاده بأي طريقة، وفي اللحظة التي يفكر فيها ماذا سيفعل، وهو يشعر بالقوة الغريبة التي تجر بهم نحو داخل الثقب، هل يترك القرد أم يستمر في الإمساك به؟ فإذا به يجد نفسه داخل الثقب، سقط و هو يصرخ و كأنما يسقط في بئر عميق، ولا يرى سوى ظلام قاتم، و فجأة وجد نفسه مستلقيا على الأرض، بدأ يفتح عينيه ببطء، فرأى الضوء، إستيقظ وكأنه كان نائما هناك، نظر حوله، فرئى وكأنه في مغارة أو كهف، لكن العجيب، هو أنها مضائة رغم عدم وجود أي مصباح، نهض و بدأ يتجول في المكان باحثا عن القرد، وعن الأشخاص الذين رآهم يسقطون .هنا
هل يترى سيجد مراد الشباب الذين سقطوا قبله داخل الشجرة؟ و ما السر وراء تغير نصف جسده العلوي للون الوردي

